يوميات الجنوب :

قيادة ولكن أظلها باريها
إلى متى سنظل تحت قيادة عمياء أنغمست في براكين الاحتكاكات لا تتفق حتى على مكان الاحتفال ..أين نحن من القيادة إلتي تجيد الفنون والتوجية ؟ أين القيادات التي تجيد طرائق التفكير حتى ولو بأختيار المكان .. ؟ لماذا لم تكن لدينا قيادات تتمتع بحماس غير محدود ،وتؤمن بقرار الأخرين وتحب العمل الجماعي ؟
شعب الجنوب يحتاج -وخاصة في هذا المنعطف الخطير -قيادات ذات رؤية يؤمن بها الشعب ،
ألم يقل باعوم أن القيادة الحقيقية تصنع نفسها حيث تسيل دماء الشهداء ، كم تمنينا تلك القيادات التي تتمتع بالقدرة والتواضع على تفهم الآخرين ،وتكون قادرة على توحيد الجهود في حال تشتتها ،كما تكون حكيمة في أتخاذ قراراتها وشجاعها في تنفيذها ، أين نحن من القيادات ذات القدرة على تحويل الرؤية إلى واقع .
لا ننكر أن شعب الجنوب المتعطش للحرية بحاجة إلى قيادات تمتلك الجاذبية الشخصية بطريقتها في التفكير والتصرف ،بحاجة إلى قيادة عميقة في تأملاتها وأفكارها وسريعة في تنفيذ قراراتها وأحكامها ،بحاجة إلى قيادات صادقة صدوقة ولكن ليس من السهل خداعها
بحاجة إلى قيادة حكيمة في اتخاذ قراراتها شجاعة في تنفيذها
بحاجة إلى قيادة تثق بقدرات الآخرين وتسمح للآخرين بتقديم أفضل ما لديهم
بحاجة إلى قيادة تسعى للامتياز البشري بتطبيق مبادئ التحسين المستمر
بحاجة إلى قيادة ذات طموح منجز بوعي وأتزان وتجيد التكيف مع الحالات والمواقف المختلفة
بحاجة إلى قيادة تتمتع بالقدرة على الاستماع والانصات والتحليل وإيضا تجيد أدارة التغيير الفردي والجماعي
بحاجة إلى قيادة فعالة تشجع التفكير والنقد والمعارضة في سبيل أداء أفضل (أنت ترفعني وأنا أرفعك وبذلك نصعد معا
بحاجة إلى قيادة تجيد الخطابة وفن التأثير على الآخرين
بحاجة إلى قيادة تتقن فن الاعتذار عند الخطاء وفن قبول الاعتذار مع الآخرين كما تتقن فن الاستماع وفن الاقناع
هذا إن أردتم إصلاح البلد المسلوب وأستعادة دولتكم من المحتل
قال الأفوه الأودي :
لايصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبني إلا على عمد
ولا عماد إذا لم نرش أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة
وساكن أبلغوا الأمر الذي كادوا
فالقائد الذي يعمل على بناء الثقة بين الشباب ويبث الحماس والمنافسة المحمودة ويقلل من الاحتكاكات هو القائد الحقيقي والمحبوب لدى شعبه.
النصر والمجد للجنوب
والعز والوفاء لشهداء الجنوب
والحرية للمعتقلين
والشفاء العاجل للجرحى.
كتب /أنيس مثنى راشد
(أبو منيف الشعيبي)