يوميات الجنوب العربي ]عدن[

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يختص باوضاع واخبار وكلمايدور في الجنوب العربي (جنوب اليمن) من احداث سياسية اجتماعية ثقافية واقتصادية وفي مختلف المجالات الاخرى


    يوميات الجنوب: اليمن الشمالي ،الثقةبرموزالحركات الاسلامية

    avatar
    ابن الجنوب
    Admin


    المساهمات : 128
    تاريخ التسجيل : 26/08/2012

    يوميات الجنوب: اليمن الشمالي ،الثقةبرموزالحركات الاسلامية Empty يوميات الجنوب: اليمن الشمالي ،الثقةبرموزالحركات الاسلامية

    مُساهمة  ابن الجنوب الثلاثاء سبتمبر 18, 2012 12:41 pm

    اليمن تُعد محطة أساسية للأفغان العرب، حيث استقر فيه لفترة عدد مِن القيادات أثناء انتقالهم ما بين باكستان والسودان وأفغانستان ومصر.
    ملخص مِن بحث عبدالرزاق الجمل 'علاقة السلطة بالأفغاناليمنيين' ضمن كتاب المسبار 19 (يونيو 2008) 'الإسلامية اليمنية' الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي.
    تعتبر "الدعوة السلفية" و"الإخوان المسلمون"، أهم التيارات الدينية النشطةالتي استطاعت الانتشار في مختلف مناطق اليمن، خصوصاً في الشطر الشمالي، منذ حوالى ثلاثة عقود، وفي إطار ما بات يعرف بظاهرة"الصحوة الإسلامية". وتزامن ذلك مع الحملةالأميركية الداعية لتجييش متطوعين من الدول العربية، لمحاربة الجيش السوفياتي في أفغانستان،بتمويل أميركي وإشراف أنظمةٍ عربية، في مقدمتها المملكة العربية السعودية.
    كانت السلطة بالشطر الشمالي من اليمن قبل الوحدة، شديدة الثقة بقدرة رموز الحركات الإسلامية، على تولي مهمة الإبقاء على السيطرة على أفكار وتحركات الجهاديين العائدين، واستيعابهم في الأُطر التنظيمية لهذه الحركات، وكثيراًما وجدت سلطة الشمال،أن تحالفها مع الحركةالإسلامية، قد أفادها بشكلٍ مؤثر في مواجهة النشاطات الفكرية الاشتراكية، والتحركات المُسلحة الخطرة، التيكادت أن تسقط المحافظات الجنوبية والوسطى التابعة لنظامصنعاء بيد القوى الموالية للنظام الاشتراكي.
    تم تجنيد آلاف اليمنيين من داخل اليمن، ومن المغتربين منهم في المملكة العربية السعودية، إلى جانب من جُندوا من مواطني الدول العربية الأخرى. وكانت الحركات الدينية هي أداة التنسيق بين جهات التحريض والتمويل، وبين الراغبينفي "الجهاد" ضد الجيش الأحمر الروسي، وقد لعب اليمن الشمالي برئاسة علي عبد الله صالح دوراً شديد المرونة في التسهيل لعملية تصدير المتطوعين.
    بالمقابل كان الجنوب اليمني، بقيادة الحزب الاشتراكي اليمني، متضامنا مع نظام الحكم المدعوم من المعسكر الاشتراكي بكابول، ووجه كل طاقته لمنع المتطوعين من التوجه إلى أفغانستان، وقدرت مجلة انتلجينس رفيو الدورية (Jane's Intelligence Review) الصادرة في بريطانيا، أن عدد المتطوعين اليمنيين المشاركين في الحرب الأفغانية وصل إلى نحو ثلاثة آلاف متطوع بعضهم شارك في ساحاتالقتال، فيما ساهم البعض الآخر منهم في تقديم الدعم من بلادهم.
    لم يمثل العائدون من أفغانستان في الثمانينيات مشكلةً أمنية أو اجتماعية تُذكر، إلاَّ فيما يتعلق بالمنتمين إلى المحافظات التي كانت تحت سيطرة الحزب الاشتراكي، فهؤلاء لميسافروا بعلم ورضا حكومتهم، وعودتهم محفوفة بالمخاطر، وأكثرهم إما من أبناءحضرموت المقيمين في السعودية، أو من أبناء منطقة "مودية" التابعة لمحافظة أبين، والمتمردة على الحزب الاشتراكي فكرياً، وقد شهدت هذه المنطقة، والقبائل والجماعات المنظمة التابعة للعميد حسين عُثمان عشَّال، مواجهات دامية منذُ ميلاد الحزب الاشتراكي، وكانعشال ينتمي إلى جماعة الإخوان المُسلمين، وقائداً للجيش الاتحادي في عدن قبل الاستقلال، وساهم أتباعه في تأسيس جماعات جهادية شاركعددٌ من أفرادها في أفغانستان.
    كان للمتطوعين من أبناء اليمن الجنوبي السابق في أفغانستان وبيشاور معسكرات خاصة بهم، وظهرت فيما بينهم قيادات منها طارق الفضلي، وتردد الحديث فيما بينهم عن نقل الجهاد إلى اليمن المحكوم من قبل الشيوعيين بعد انتهاء الحرب الأفغانية، غير أن الشيخ عبد المجيد الزنداني -الذي أصبح في وقت لاحق من زعماءالتجمع اليمني للإصلاح المعارض-كان يتردد كثيراً على بيشاور، ولهتأثير كبير على المجاهدين العرب، وقدطلب من "الأفغان اليمنيين" إلغاء، أو علىالأقل تأجيل، مشروع الجهاد في اليمن، بعدالانفتاح السياسي الذي شهدته البلاد، وقد اشترك بعض الأفغان اليمنيين في مقاتلة القوات الجنوبية، أثناء الحرب بين اليمن الشمالي والجنوبي في يونيو (حزيران) 1994.
    وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الأفغان اليمنيين عادوا إلى العمل ضد الحكومة اليمنية في العام 1998، في إطار تنظيم"جيش عدن الإسلامي"، وقد أعلن تأييده لأسامة بن لادن عقب الغارات الأميركية علىأفغانستان والسودان، وأشاد بتفجير السفارتين،وأبرز عملياته خطف رهائن، كما كانت آخر العمليات التي قام بها الأفغان اليمنيون بالتعاون مع الأفغان المصريين هي ضرب المدمرة الأميركية"كول" قرب سواحل عدن.
    وتعتبر اليمن أيضا محطة أساسية للأفغان العرب، وبخاصة المصريين منهم،حيث استقر فيه لفترة بعضالقيادات أثناء انتقالهم ما بين باكستان والسودان، وأفغانستان، ومصر. ويذكر أنه بداية من عام 1993، تمركزت في اليمن مجموعات من قيادات الأفغان المصريين، كانوا على علاقة بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري حينئذ.
    إن شد الرحال إلى أفغانستان تم تحت تأثيرشعارات وتوجهات سياسيَّة ودينية عالمية، وبالتالي فمن الطبيعي بقاء الذهنية عندهم مرتبطة بالأحداث والمتغيَّرات الخارجية، مثل مأساة البوسنة والهرسك، والتصعيد الصهيوني ضد الانتفاضة الأولى، واعتقال وتعذيب إسلاميين في دول عربية، والخطر الشيوعي وحرب الخليج، إلى جانب التأثيرات المحلية التي نجد منها على سبيل المثال: أزمة التصويت على الدستور، وإصرار الحزب الاشتراكي اليمني على محاربة الخط الديني، وتحريضه المستمر ضد أي مظاهرإسلامية، وتحديداً ضد من شاركوا في حرب أفغانستان.
    فمنذ الأيام الأولى للجمهورية اليمنية بعدالوحدة، بدأت صحاف الحزب الاشتراكي تشن حرباً إعلامية ضد العائدين من أفغانستان،والإسلاميين عموماً، ونقرأ في بعضها: "على اليمنيين أن يستعيدوا أطفالهم الذين زُجَّ بهم إلى أفغانستان لمعركة خاسرة. المتطرفون يحولون المساجد إلى محاكم ويقيمون الحدود على المُصلين" و"المعاهد العلمية تعد الطلاب عسكرياً وتثقفهم بتكفير الآباء وتكفير الحزب الاشتراكي اليمني وكل ما هو ثوري تقدمي".
    وطغت على هذه الأخبار والمقالات لغة التحامل والتشويه المبالغ فيه، بدافع الخوف من تأثير الورقةالدينية على مستقبل الحزب الاشتراكي، في بيئة تتنفس الخطاب الديني، إلى جانب مخاوف من استغلال شريكه في الحكم، المؤتمر الشعبي العام وحليفه التجمع اليمني للإصلاح للعائدين

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 7:08 am